بانتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأ ضخ البترول بكميات تجارية من حقول المملكة العربية السعودية وتوجهت الحكومة إلى استغلال هذه الثروة الجديدة لتنمية البلاد. عدد من الرجال العصاميين استشعروا هذا التغيير والتوجه فبادروا إلى المشاركة فيه، وكان من هؤلاء مؤسس مجموعتنا، والدنا عبد الله العلي المنجم -رحمه الله- (1913-1981 م) الذي بذر النواة الأولى لمجموعة شركات هي الآن عامل فاعل ومؤثر في مجالها.
منطلقا من الصفر، قرر في بداية الخمسينيات الانتقال من مسقط رأسه منطقة القصيم إلى الرياض العاصمة ليعمل في مجال الخضار والفواكه المحلية مطورا عمله إلى استيرادها من سوريا ولبنان، البلدان الممونان الرئيسيان للسعودية آنذاك، ليصبح بعد مدة قصيرة أكبر مستورد لها في منطقة الرياض.
مستفيدًا من تجاربه الحياتية الصعبة الذي بدأها عسكريا في المدينة المنورة ضمن جيش الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة -رحمه الله- حيث تعلم القراءة والكتابة وكان بارعًا في الرياضيات وعاد بعد سبع سنين من الخدمة العسكرية إلى مدينة بريدة بالقصيم وعمل في تجارة القوافل متنقلًا بجماله بين الكويت والعراق وسوريا. وفي بداية الأربعينيات، ومع بدء انتشار السيارات في المملكة، أدرك التحول باكرا فانتقل إلى مجال البناء التقليدي وحينها استشرق آفاق المستقبل فقرر أن يستقر في الرياض بشكل نهائي وبدء عمله التجاري ونقل عائلته إلى الرياض في بيت استأجره بما يعادل 50 دولارًا في العام.
نظرته المستقبلية الثاقبة وتفاعله السريع مع رؤيته كانتا من أهم أسباب نجاحه، فبنى أول مخزن تبريد بالرياض بطاقة تخزينية تصل إلى 200 طن زادها في السنة التالية إلى 300 طن. وفي بداية السبعينيات أنشأ ما يمكن أن يسمى أكبر مخزن تبريد بالمملكة بطاقة تخزينية تبلغ 4,000 طن وكان وقتها مشروعا خياليًا.
متمثلًا بتعاليم الإسلام الذي يؤمن به والذي يحث على الصدق بالتعامل والوفاء بالعهود والمواثيق والبعد عن التدليس وحسن معاملة الآخرين، كان نجاحه وفلسفة عمله تجاه عملائه ومورديه وموظفيه والذي استمر كفلسفة دائمة للمجموعة.